الوَصايـا العشْر لأبي ذَر
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين ... الحمد لله الملك الحق المبين ... الحمد لله ذي
القوة المتين ...نحمده حمد الفقراء إليه ، هو ربنا الغني الحميد ؛ ونشكر له
شكر السائلين من فضله المزيد .... رضِي لنا الإسلام دينا ، وبعث فينا سيد
ولد آدم ، إمام المصطفيْن الأخيار ، صاحب الخلق العظيم ، الذي تمم مكارم
الأخلاق ، فأخرجنا بإذنه من الظلمات إلى النور ... صلى الله عليه وعلى آله
الأطهار وصحبه الأبرار وسلم تسليما كثيرا...
أما بعد ، فهذا شرح لوصية جامعة من وصايا السراج المنير صلى الله عليه وسلم
، سميته : الوصايا العشر لأبي ذر....رضي الله عن أبي ذر وعن إخوانه (
الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِن دِيَارِهِمْ بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُوا
رَبُّنَا اللَّهُ ) ، (وَالَّذِينَ آوَواْ وَّنَصَرُواْ ) الذين قال فيهم
النبي الأمين صلى الله عليه وسلم : (لَوْ أَنَّ الْأَنْصَارَ سَلَكُوا
وَادِيًا أَوْ شِعْبًا لَسَلَكْتُ فِي وَادِي الْأَنْصَارِ وَلَوْلَا
الْهِجْرَةُ لَكُنْتُ امْرَأً مِنْ الْأَنْصَارِ)وعمن تبعهم بصدق على
المحجة البيضاء التي تركنا عليها خاتم الأنبياء والمرسلين ، إلى اليوم
العظيم الذي يجمع فيه الواحد القهار، العزيز الغفار الأولين
والآخرين...أسأل الله تعالى أن يجعله خالصا لوجهه الكريم ، وأن ينفع به ...
إن ربي لسميع عليم ، قريب مجيب .
1
*** الوصية كما وردت في الحديث ***
* عَنْ أَبِي ذَرٍّ رضي الله عنه ، قَالَ : قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ أَوْصِنِي ...
- قَالَ : أُوصِيكَ بِتَقْوَى اللَّهِ فَإِنَّهَا رَأْسُ أَمْرِكَ .
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ...
- قَالَ : عَلَيْكَ بِتِلاوَةِ الْقُرْآنِ وَذِكْرِ اللَّهِ فَإِنَّ ذَلِكَ لَكَ نُورٌ فِي السَّمَاوَاتِ وَنَورٌ فِي الأَرْضِ .
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ...
- قَالَ : لا تُكْثِرِ الضَّحِكِ فَإِنَّهُ يُمِيتُ الْقَلْبَ وَيُذْهِبُ نُورَ الْوَجْهِ .
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي...
- قَالَ : عَلَيْكَ بِالْجِهَادِ فَإِنَّهُ رَهْبَانِيَّةُ أُمَّتِي .
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ...
- قَالَ :عَلَيْكَ بِالصَّمْتِ إِلا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّهُ مَرَدَّةٌ لِلشَّيْطَانِ عَنْكَ وَعَوْنٌ لَكَ عَلَى أَمْرِ دِينِكَ .
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ...
- قَالَ : انْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ دُونَكَ وَلا تَنْظُرْ إِلَى مَنْ هُوَ
فَوْقَكَ فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ لا تَزْدَرِي نِعْمَةَ اللَّهِ عِنْدَكَ.
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ...
- قَالَ :صِلْ قَرَابَتَكَ وَإِنْ قَطَعُوكَ .
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي...
- قَالَ : لا تَخَفْ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لائِمٍ ،
قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ زِدْنِي ...
- قَالَ : تُحِبُّ لِلنَّاسِ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ ،
ثُمَّ ضَرَبَ بِيَدِهِ عَلَى صَدْرِي ،
- فَقَالَ : يَا أَبَا ذَرًّ لا عَقْلَ كَالتَّدْبِيرِ ، وَلا وَرَعَ كَالْكَفِّ ، وَلا حَسَبَ كَحُسْنِ الْخُلُقِ....
2
*** تخريـــج وتعليقـــــات ***
٭رواه الطبراني في معجمه الكبير...
٭ وعزاه السيوطي في الجامع الصغير لعبد بن حميد في تفسيره ، والطبراني / قال الألباني : ضعيف جدا.
٭ وفي صحيح الترغيب والترهيب ؛ في طرف الحديث : وعن أبي ذر رضي الله عنه
قال: قلت يا رسول الله ، أوصني... قال: عليك بتقوى الله فإنه رأس الأمر كله
.. قلت :يا رسول الله، زدني.. قال: عليك بتلاوة القرآن فإنه نور لك في
الأرض وذخر لك في السماء / قال : حسن لغيره .
٭ وقال : ورواه ابن حبان في صحيحه .. والحاكم وقال صحيح الإسناد ؛ قال
الحافظ انفرد به إبراهيم بن هشام بن يحيى الغساني عن أبيه وهو حديث طويل في
أوله ذكر الأنبياء عليهم السلام ، ذكرت منه هذه القطعة لما فيها من الحكم
العظيمة والمواعظ الجسيمة/.../ وبعد أن أسقط منه الفقرات الضعيفة ، بقي :
...عن أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت: يا رسول الله ، أوصني .. قال: أوصيك
بتقوى الله فإنها زين لأمرك كله...قلت : يا رسول الله ، زدني .. قال : عليك
بتلاوة القرآن وذكر الله عز وجل فإنه ذكر لك في السماء ونور لك في الأرض
... قلت : يا رسول الله ، زدني .. قال: وإياك وكثرة الضحك فإنه يميت القلب
ويذهب بنور الوجه ... قلت : زدني .. قال: قل الحق وإن كان مرا ... قلت:
زدني .. قال: لا تخف في الله لومة لائم ... / قال: ( صحيح لغيره ) .
٭ والحديث في صحيح ابن حبان ؛ من قول أبي ذر رضي الله عنه قال : قلت : يا
رسول الله ، أوصني ... قال : « أوصيك بتقوى الله ، فإنه رأس الأمر كله »
قلت : يا رسول الله ، زدني ، قال : « عليك بتلاوة القرآن ، وذكر الله ،
فإنه نور لك في الأرض ، وذخر لك في السماء » قلت : يا رسول الله ، زدني : ،
قال : « إياك وكثرة الضحك ، فإنه يميت القلب ، ويذهب بنور الوجه » قلت :
يا رسول الله ، زدني ، قال : « عليك بالصمت إلا من خير ، فإنه مطردة
للشيطان عنك ، وعون لك على أمر دينك » قلت : يا رسول الله ، زدني ، قال : «
عليك بالجهاد ، فإنه رهبانية أمتي » قلت : يا رسول الله ، زدني ، قال : «
أحب المساكين وجالسهم » قلت : يا رسول الله زدني ، قال : « انظر إلى من
تحتك ولا تنظر إلى من فوقك ، فإنه أجدر أن لا تزدرى نعمة الله عندك » قلت :
يا رسول الله زدني ، قال : « قل الحق وإن كان مرا » قلت : يا رسول الله
زدني ، قال : « ليردك عن الناس ما تعرف من نفسك ولا تجد عليهم فيما تأتي ،
وكفى بك عيبا أن تعرف من الناس ما تجهل من نفسك ، أو تجد عليهم فيما تأتي »
ثم ضرب بيده على صدري ، فقال : « يا أبا ذر لا عقل كالتدبير ، ولا ورع
كالكف ، ولا حسب كحسن الخلق » ....
٭وروى أحمد ، والبيهقي في الكبرى ، وابن أبي شيبة ، والطبراني ، وابن حبان =
... عَنْ أَبِي ذَرٍّ قَالَ : أَمَرَنِي خَلِيلِي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ
وَسَلَّمَ بِسَبْعٍ: أَمَرَنِي بِحُبِّ الْمَسَاكِينِ وَالدُّنُوِّ
مِنْهُمْ ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ دُونِي وَلَا
أَنْظُرَ إِلَى مَنْ هُوَ فَوْقِي ، وَأَمَرَنِي أَنْ أَصِلَ الرَّحِمَ
وَإِنْ أَدْبَرَتْ ، وَأَمَرَنِي أَنْ لَا أَسْأَلَ أَحَدًا شَيْئًا ،
وَأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّا ، وَأَمَرَنِي
أَنْ لَا أَخَافَ فِي اللَّهِ لَوْمَةَ لَائِمٍ ، وَأَمَرَنِي أَنْ
أُكْثِرَ مِنْ قَوْلِ لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِاللَّهِ
فَإِنَّهُنَّ مِنْ كَنْزٍ تَحْتَ الْعَرْشِ.../ لفظ المسند / وجاء في بعض
الروايات : أوصاني خليلي